لماذا بعض الإعلانات تترك أثراً عميقاً بينما البعض الآخر يُنسى؟ 

مقدمة
يومياً يتعرض الشخص إلى أكثر من 10,000 إعلان! هذا الضخ جعلنا غير مبالين، بل وربما سبب اختراع زر “Skip Ad”!
التحدي الحقيقي أمام المعلن: اجتذاب الانتباه في ثوانٍ، وزرع الرسالة في اللاوعي ليتذكرها المشاهد عند حاجته.
حجم الإنفاق الإعلاني في السعودية 
في عام 2024، بلغ الإنفاق الإعلاني 2.3 مليار دولار، مع نمو سنوي متوقع بنسبة 10٪.
لماذا نتجنب الإعلانات؟ 
نقضي ساعات في مشاهدة Game of Thrones، ولكن نتخطى الإعلانات في ثوانٍ. لماذا؟
الإعلان الفعّال يستهدف العقل الباطن
أفضل المسوقين يفهمون تأثير العناصر النفسية: الشخصيات، الكلمات، الألوان، الصور…
يقول جيب فوليس في مقاله الشهير: “الإعلانات المصممة جيداً تستهدف الحاجات غير المُلبّاة وتعرضها بأسلوب يجذب المشاهد ويقنعه.”
مثال: شخص يسعى لخسارة الوزن سيتأثر أكثر بإعلانات اللياقة.
دراسة حالة: إعلان مصرف الراجحي 
مقارنة بين إعلانين يفصل بينهما 12 سنة. الإعلان الأول تقليدي مباشر، الإعلان الثاني عاطفي وسردي.
الإعلان الثاني اعتمد على ما يسمى بـ Elaboration Likelihood Model (ELM):
الطريق المركزي: تقديم مزايا وخدمات مباشرة.
الطريق المحيطي: تأثير العاطفة والذكريات، لا المنتج نفسه
التحليل الفني 
الإعلان الثاني يستخدم تسلسل درامي دائري يبدأ بسؤال: “من متى نعرف بعض؟” وينتهي بجواب عاطفي.
استُخدمت مشاهد من الثمانينات لإثارة النوستالجيا، دون ذكر اسم المصرف طوال الإعلان.
من هم المستهدفون؟ 
بناءًا على سنوات العلاقة، نستنتج أن الإعلان يستهدف من هم بعمر 35-45 سنة فأكثر.
هذه الفئة تمر بما يُعرف بـ ‘أزمة منتصف العمر’ (Midlife Crisis).
النوستالجيا والرضا الذاتي 
الإعلان يطبطب على كتف العميل ويقوله: ‘لا تشعر بالإحباط، لقد حققت الكثير’
الإعلان أيضًا يوظف النوستالجيا الشخصية لتعزيز الرضا وتخفيف آثار أزمة منتصف العمر.
الخلاصة 
الإعلانات الناجحة لا تخاطب المنطق بل تستهدف المشاعر.
إعلان الراجحي الأخير مثال ممتاز على استخدام الأدوات النفسية بشكل فعّال.
دعوة للتفكير
في المرة القادمة التي تشاهد فيها إعلانًا… تأمل جيداً.
ما الذي يحاول المعلن أن يزرعه في لاوعيك؟